عنده حق، النائب أحمد سميح، عضو لجنة السياحة بالبرلمان يستنفر الحكومة مجدداً لاستغلال فرصة إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر واعتمادها دينياً من البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى إحداث نقلة نوعية تعوض الفاقد السياحى الذى تضررت منه السياحة المصرية فى السنوات السبع العجاف الماضية.
يقول النائب فى «اليوم السابع»: يجب أن تتعامل الحكومة بكافة أجهزتها مع مسار العائلة المقدسة كمشروع قومى استراتيجى، وخاصة بعدما بارك بابا الفاتيكان مسار رحلة العائلة المقدسة، واعتماده كأيقونة حج إلى مصر، ليتم اعتمادها ضمن وخلال الحج المسيحى.
تاريخياً اعتماد الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة أهم حدث سياحى مصرى عالمى، لم تحظ السياحة المصرية بدعم بابوى عالمى على هذا المستوى الرفيع على مدار تاريخها الحديث، ترجمة هذا الحدث العالمى أن البابا فرنسيس يدعو نحو 1.13 مليار مسيحى كاثوليكى حول العالم للحج إلى مصر، لفت البابا فرنسيس أنظار 51.4 فى المائة من مسيحيى العالم إلى رحلة العائلة المقدسة فى الأراضى المصرية، وأن 17.33 فى المائة من سكان العالم سيطلون بأنظارهم على الخريطة لاستكشاف محطات الرحلة المقدسة التى اعتمدها الفاتيكان فى كرم بابوى زائد.
الأسئلة تتداعى على العقل ولا سبيل إلى إجابات مقنعة، وننتظرها من وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، هل جرى الترويج لهذه الرحلة مثلاً فى البرازيل باعتبارها حاضنة أكبر عدد من المسيحيين الكاثوليك فى العالم، ويتطلعون بأنظارهم إلى الفاتيكان وينتظرون إلهامات وإشارات بابا الفاتيكان، وبعدها المكسيك والفلبين والولايات المتحدة وإيطاليا.
استثمار العطفة البابوية يحتاج لاستراتيجية حكومية مركزة، ليس حدثاً يخص وزارة السياحة وحدها، لابد وأن تتوفر عليه حكومة المهندس مدبولى، كل فى مجاله لتوفير ما يلزم لإحياء المسار المبارك، مثل هذه الحدث التاريخى إذا أحسن استثماره واستغلاله عالمياً أقطع بأن مصر ستجنى من وراء هذه الرحلة المباركة ما تجنيه المملكة العربية السعودية من موسم الحج سنوياً، المسيحيون بالملايين متشوقون لتتبع رحلة العائلة المقدسة فى الأرض الطيبة.
البابا فرنسيس أدى رسالته الدينية تجاه مصر كاملة باعتماد الرحلة التى حُققّت من قبل الفاتيكان ووثّقت تاريخياً ودينياً، ولكن هل نؤدى نحن نصيبنا من الرسالة؟.. أخشى أن الرسالة لم تصل بعد، أشك أن وزارة السياحة المصرية بلغت عواصم البرازيل أو المكسيك أو الفلبين بملصق دعائى واحد.
بين أيدينا منتج سياحى جديد تماماً على الساحة العالمية، لا نظير له، ارض سياحية بكر لم تطأها قدم بعد، منتج سياحى معتمد من قبلة الكاثوليك «الفاتيكان» وبين ظهرانينا الكنيسة الكاثوليكية «فى مصر» التى يمكن أن تضطلع بدور حيوى فى دعوة الكاثوليك من حول العالم للحج المسيحى إلى مصر استجابة لدعوة بابا الفاتيكان.
مثل هذه الاستراتيجيات السياحية تحتاج إلى احترافية عالمية أشك أنها تتوفر فى ديوان الوزارة أو مكاتبها السياحية حول العالم، ترويج الحج المسيحى إلى مصر يحتاج إلى فكر احترافى خارج الحدود، كم مكتب سياحى مصرى تحرك هناك، بل كم وفد سياحى مصرى، يتكلم لغتهم، بلغ حدود القارة الأمريكية الجنوبية البعيدة؟!
القصد.. البابا فرنسيس بكرمه وفّر علينا نصف الطريق، واعتماد رحلة العائلة المقدسة دينياً يضع مصر فى قلب الكاثوليك، والبابا تواضروس بطريرك الكنيسة المصرية من جانبه يرعى هذه الرحلة واعتمدها قبلا ووضعها فى قلب الأرثوذكس، متى يأتى الحجاج المسيحيون إلى مصر؟.. لن يأتوا ونحن ها هنا قاعدون!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة